“الجمعة الأخيرة من الشهر حيث الميعاد المعهود للذهاب لـ (حمام التلات) كما اعتادت راوية، أحضرت حقيبة صغيرة ووضعت بها وجبة الإفطار، عبارة عن سندوتشات من الجبن الأبيض مع الزيتون الأخضر، وآخر بمربى المشمش مع تفاحتين، ولم تنس زجاجات الماء لتروى ظمأها في الحر هناك، ففتحت حقيبة يدها وأخرجت سلسلة مفاتيح صغيرة وظرف، ثم دخلت على أطراف أصابعها لحجرة النوم الأخرى، وخرجت وأغلقت بابها بهدوء شديد حتى لا توقظ النائم، ونزلت مسرعة واستقلت عربة أجرة في ذلك الصباح الباكر بنسماته الباردة العليلة، التي توقظ في النفس ذكريات جميلة آتية من الأمس البعيد، ومن نافذة العربة كانت ترى البيوت القديمة في الأحياء العريقة، والندى يجعلها وكأنها لوحة من المدرسة التأثيرية، وكل المحلات والدكاكين في ذلك الوقت قد أغلقت أبوابها، والهدوء بدأ يخيم على المكان، وهى تستعيد في مخيلتها أيام الطفولة البريئة فتتنهد بحسرة، وصلت إلى آخر الشارع العمومي في حي باب الشعرية واستوقفت السائق قائلة : “هنا من فضلك .. ” .
…
يعد “الحمام” , حمام الثلاثاء مناسبة لإلتقاء نساء من مختلف الطبقات الإجتماعية , وبالتالي فالأحاديث التي تدور في “الحمام” تكاد تكون تعبيرا عما يدور داخل مصر جميعا من قصص وحكايات
الكاتبة والروائية فاطمة لطفي قررت أن تكشف عما يدور داخل “الحمام” من أحاديث النساء , عن الأمور التي ت
شغل بالهن , وكيفية تناولهن لتلك الموضوعات ..
في “حمام النساء ” قصص حب , وقصص خيانة , قصصاً تروى بإستفاضة أنثوية يعبرن عن مشاعرهن عارية كما يشعرن بها , يصرخن بينهن بما كن يحببن أن يصرخن به في وجه أزواجهن , بل في وجه الحياة أيضا ..
عالم جديد كتبت عنه الروائية فاطمة لطفي بقلم حرصت فيه كل الحرص على ألا تخدش حياء القاريء , فالكلمة أمانة كما تقول .
الغلاف : عبارة عن لوحة من لوحات المؤلفة
الحب في زمن الكوليرا
رواية السند تأليف هناء منصور